"لو لم يكن لبنان وطني
لأخترت لبنان وطناً لي"
(جبران خليل جبران)
فراشات ملونه بألوان قوس قزح، عصافير مغردة في سماء الفرح، حملت شعلة السلام ورفرفت عالياً، منشدةً وطناً نفتقده ووحدة تنقصنا وسلاماً نتوق إليه... وقفوا بهاماتهم شامخين كالأرز الذي تغنوا به، حاملين سلاح العلم والمعرفة، هادفين إلى الوحدة... كانت الفرحة سيدة حضورهم، سرورهم وصل إلى كل من استمع إليهم وغنى معهم وصفق لهم... من صغيرهم إلى كبيرهم احسسنا بدفء كلامهم وصدق مشاعرهم... كان اقتناعهم بما يحملونه لنا من دعوات إلى المحبة والسلام، وحمل لواء العلم والثقافة، وتغيير واقعنا، بادياً مع كل حركة يد وانحناءة كتف وصرخة آه ووقع قدم، وكأنهم يقولون لنا نحن الكبار" المسؤولين" كونوا كبارا كالكبار الحقيقيين، عظماء كمن صنع مجد لبنان وعزه... كونوا على صورة لبنان الواحد العالم، المثقف، المحاور، كونوا أوفياء لجبران وفيروز وسعيد عقل وغيرهم، واعملوا من أجل وطن الأبجدية، وطن الأرز والشموخ والحضارة، لأن لبنان يستحق، ولأننا نحن، صغاره، نستحق...
فهنيئا لنا بهؤلاء الأطفال والأولاد والشباب الذين نجحوا بعفويتهم وبساطتهم وصدق ارتباطهم بجذورهم في هزنا وايقاظنا من غفوتنا للعمل من أجل استعادة صورة لبنان الحقيقية، لبنان الفرح والمحبة والسلام. ..وشكراً لكل من عمل على زرع هذه البذور، وسقاها بالأمل والحب، وآمن بها وبقدراتها لتغدو أمل الغد في مستقبل زاهر وواعد: هذه هي رسالة الكرمل ومشروعها الوطني الذي لا يشبه أي مشروع: بناء المواطن الإنسان... هذا ما أراد أولاد الكرمل قوله في ما عرضوه اليوم على خشبة القصر العريق، قصر الأونيسكو الذي عُرف بدوره الريادي في نشر صورة الوطن الحضارية، ليكون خارطة طريق نتبعها، نحن وإيّاهم، من أجل النهوض بوطننا "لبنان"، لبنان الثقافة والعلم والسلام...
مها سودا
